--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم
قال الرضا (ع) : من علامات الفقه (( الحلم والحياء والصمت )) ،
إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، وإنه ليكسب المحبة ، ويوجب السلامة وراحة لكرام الكاتبين ، وإنه لدليل على كل خير .
وقال أمير المؤمنين (ع) : لا يزال الرجل سالما مادام ساكتا ، فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا .
وقال رسول الله (ص) لرجل : ألا أدلك على أمر يدخلك الله به الجنة ؟ ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : أنل ما أنالك الله ، قال : فإن لم يكن لي ؟ ، قال : فانصر المظلوم ، قال : فإن لم أقدر ؟ ، قال : قل خيرا تغنم أو تسكت تسلم .
وقال رجل للرضا (ع) : أوصني ، قال : احفظ لسانك تعز ، ولا تمكن الشيطان من قيادك فتذل .
وقال أمير المؤمنين (ع) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية : واعلم يا بني أن اللسان كلب عقور إن أرسلته عقرك ، ورب كلمة سلبت نعمة وجلبت نقمة ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك ، ومن سبب عذار لسانه ساقه إلى كل كريهة .
وقال رسول الله (ص) : وما يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصايد ألسنتهم ، ومن أراد السلامة في الدنيا والآخرة قيد لسانه بلجام الشرع فلا يطلقه إلا في ما ينفعه في الدنيا والآخرة .
وقال رسول الله (ص) : من صمت نجا
وقال عقبة بن عامر : قلت يا رسول الله فيم النجاة ؟ ، قال : املك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك .
وقال رسول الله (ص) : من وقى شر قبقبه ( بطنه ) ولقلقه ( لسانه ) وذبذبه (فرجه ) فقد وقى الشر كله ،
وقال (ص) : لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ، لأن لسان المؤمن وراء قلبه ، إذا أراد أن يتكلم يتدبر الكلام ، فإذا كان خيرا أبداه وإن كان شرا واراه ، والمنافق قلبه وراء لسانه يتكلم بما أتى على لسانه ولا يبالي ما عليه مما له ، وإن أكثر خطايا ابن آدم من لسانه .
وقال (ص) : من كف لسانه ستر الله عوراته ، ومن ملك غضبه وقاه الله عذابه ، ومن اعتذر إلى الله قبل عذره ،
وقال أعرابي : يا رسول الله دلني على عمل أنجو به ، فقال (ص) : أطعم الجائع ، وارو العطشان ، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ، فإن لم تطق فكف لسانك فإنه بذلك تغلب الشيطان ،
وقال (ص) : إن الله عند لسان كل قائل ، فليتق الله وليعلم ما يقول ،
وقال (ص) : إذا رأيتم المؤمن صموتا وقورا فادنوا منه فإنه يلقي الحكمة .
وقال عيسى ابن مريم (ع) : العبادة عشرة أجزاء ، تسعة منها في الصمت ، وجزء واحد في الفرار من الناس ،
وفي حكمة آل داوود ،، على القائل أن يكون عارفا بزمامه ، حافظا للسانه ، مقبلا على شأنه ، مستوحشا من أوثق إخوانه ، ومن أكثر ذكر الموت رضي باليسير وهان عليه من الأمور الكثيرة ، ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا من خير .
واعلم أن أحسن الأحوال أن تحفظ لسانك من الغيبة والنميمة ولغو القول ، وتشغل لسانك بذكر الله تعالى أو في تعلم علم فإنه من ذكر الله ، فإن العمر متجر عظيم كل نفس منه جوهرة ، فإذا ترك الذكر وشغل لسانه باللغو ، كان كمن رأى درة فأراد أن يأخذها فأخذ عوضها مدرة ، لأن الإنسان إذا عاين ملك الموت لقبض روحه فلو طلب منه التأخير على أن يتركه ساعة أو نفسا واحدا يقول : لا إله إلا الله بملك الدنيا لم يقبل منه ،
كم ضيع الانسان من ساعة في لاشيء ، بل ساعات وأيام فهذا هو الغبن العظيم ، وإن المؤمن هو الذي يكون نطقه ذكرا وصمته فكرا ونظره اعتبارا .
وقال رسول الله (ص) لأبي ذر : ألا أعلمك عملا ثقيلا في الميزان خفيفا على السان ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : الصمت ، وحسن الخلق ، وترك مالا يعنيك .
وروي أن لقمان رأى داوود يعمل الزرد فأراد أن يسأله ثم سكت ، فلما لبسها داوود (ع) عرف لقمان حالها من غير سؤال
وقال : من كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه كثر لغوه ، ومن كثر لغوه كثر كذبه ، ومن كثر كذبه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه فالنار أولى به ، وقد حجب الله اللسان بأربع مصاريع لكثرة ضرره ، الشفتان مصرعان والأسنان مصرعان ،
وقال بعض العلماء : إنما خلق للإنسان لسان واحد وأذنان وعينان ليسمع ويبصر أكثر مما يقول ،
وروي أن الصمت مرآة الحكمة .